لا يزال دعاة الباطل يبثون سمومهم القاتلة على الأمة الإسلامية ، ولا زالوا يمارسون غزوهم الفكري ومخططاتهم الماكرة على الشعوب الإسلامية ، فيجدون مع ذلك وللأسف من يصفق لهم ويركض وراءهم بلا تفكير أو تروي ، بل نجد من يقدم لهم الدعم المادي والمعنوي في سبيل طمس معالم الفضيلة والدعوة للرذيلة ..!
ها هم أعداء الله يجرون ما يسمى بـ (مسابقة ملكات الجمال ) فإذا بالنساء المخدوعات يتهافتن على ذلك الإغراء حتى تنال إحداهن لقب : ( ملكة جمال ) فتسطع أخبارها عبر وكالات الأنباء .
ومن أجل أن تحظى المرأة بلقب : ( ملكة جمال ) لا يهمها أن يُقاس كل عضو من أعضائها أمام حشد هائل من الناس ..! .
كل هذا غير مهم ، المهم أن تنال لقب : ( ملكة جمال ) مهما كلفها الأمر ..! .
وُتساهم وسائل الإعلام وعلى رأسها القنوات الساقطة ، والمجلات الهابطة وبعض مواقع الإنترنت القذرة ، مساهمة فعالة في تتبع أخبار ملكات الجمال ؛ حتى تحذو حذوها باقي بنات جنسها فيتخذنها قدوة ..! .
عندما تسمع بخبر إحدى ملكات الجمال ، وهي ُتنشر عبر أرقى وسائل الإعلام يُخيَّل إليك أن جذوراً غير إسلامية امتزجت مع نسب تلك المرأة ، أو أنها عاشت في بلاد لا تسمع فيها : ( لا إله إلا الله ) ولا : ( حي على الصلاة ) فإذا بك تُطأطئ رأسك خجلاً ، حينما تكتشف الحقيقة المرة بأن من ُقلدت الوسام هي مسلمة أباً عن جد ..! .
حقاً لقد وُءدت الفضيلة ، وضاع الحياء ، وتهشمت معاني الغيرة في نفوس بعض الرجال حتى أصبح الواحد منهم يرضى لأخته ، أو زوجته ، أو ابنته أن تشارك في هذه السخافة التي سُفك فيها ثوب الحياء ، وبيعت معاني الطهر والحشمة على باب الإنحلال الأخلاقي ..! .
إن مسابقة ملكات الجمال ما هي إلا لعبة شيطانية ، وبدعة من بدع الحضارة الغربية التي تسربت إلينا الهدف منها اتخاذ المرأة سلعة رخيصة الثمن في يد الرجل ، يلهو بها كالدمية ويتلذذ بمفاتنها متى شاء تحت مسمى : ( مسابقة ملكات الجمال ) ..!
لا أدري بالضبط متى سنفوق من غفلتنا ، ونصحو من سكرتنا !! .
ألهذا الحد ترضى المرأة المخدوعة أن ترمي بنفسها لشبكة الصياد ، بل وتقدم الطُعم بيدها له !! .
حينما يجول بي فكري وأقارن بين الشبكتين : ( شبكة صيد السمك ، وشبكة صيد المرأة ) أرى بثاقب نظري أن السمكة مع أنها لاتعقل سوف تهرب من الشبكة بكل وسيلة ، وحتى لو وقعت فريسة في يد الصياد ستحاول مرة أخرى أن تهرب ، وقد تنجح وتفلت من شبكة الصياد فتعود لأعماق البحار مرة أخرى ..!
أما المرأة التي حباها الله العقل وانظمت لمسابقة ملكات الجمال ، فبمجرد أن ترى الشبكة تهرول مسرعة نحوها ، بل وتستعرض شحناتها الإغوائية حتى تزداد إلتصاقاً بالشبكة ليرضى عنها الذئب البشري ، ومن ثم يقلدها وسام الفوز بلقب : (ملكة جمال ) ..! .
هنيئاً لك أيتها المرأة بيع جسدك ، وامتهان كرامتك مقابل الفوز بلقب : ( ملكة جمال ) !!!.
هنيئاً لك توديع ما تبقى من دينك ، وتلطيخ سمعة هذا الدين الذي تنتمين له اسماً بلا فعل !! .
هنيئاً لنا نحن بني الإسلام بإمرأة مثلك استطاعت أن تعيد لأمتنا مجدها الضائع !! .
لقد نسيتْ أو تناستْ المرأة كيف كان وضعها قبل الإسلام ، تدفن وهي حية ، وتلقى أقسى ألوان الهوان والإضطهاد ، ولما أشرقت شمس الإسلام ، تعالت مكانتها وارتفع شأنها ، فتحررت من ذل العبودية البشرية وقهر الأغلال إلى الكرامة الإنسانية .
ما بالها اليوم تخلع رداء الحياء بعد أن كساها الإسلام أجمل الحلل ! .
ما بالها تلهث وراء الأبواق الناعقة ، وتصم أذنيها عمن يريد لها العزة والكرامة ! .
وهكذا دواليك دواليك ، لا ولن تقف عجلة التخطيط التي يديرها أعداء الله ، ويمكرون من خلالها بالليل والنهار ، أملاً في المزيد من الإنحدار بأمتنا الإسلامية نحو الهاوية ، وجرياً وراء لوثة الغرب التي فاح نتنها ...!
ويبقى السؤاااااال الذي لابد منه ..!!!
هل يا ترى أعددنا جسوراً قوية ، وحصوناً منيعة لسد هجمات هؤلاء الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ؟!! .
هذا هو المأمول ،،،،،
✒️ سلمى الحربي