المرأة مجبولة على حب الزينة والتجمل فهي تحب أن يراها الناس بمظهر جذاب جميل ، فهي تتزين في المناسبات والأعراس والأعياد ، وأيضا تتزين لزوجها ، وتتزين حبا في الزينة ، فتهتم بتصفيف شعرها ، وربما صبغه ، وتهتم أيضا بإبراز مواطن الجمال في وجهها من خلال أدوات التجميل ، أوالأقنعة الطبيعية أو غير الطبيعية للمساعدة على تحسين بشرتها وتجميلها ، كما أنها تهتم بتناسق هندامها ، وملبسها الخارجي ، فتنفق كثيرا من المال على زينتها ، وقد يصل لحد الإسراف أو تجاوز الحدود على أمور شرعية حرمها الله تعالى كالوشم ، أو نمص الحواجب أو قص الشعر محاكاة للكفار ، أو توصيل الشعر بوصلات خارجية تظهرة بأنه طويل أو كثيف ، وهو على خلاف ذلك ، وربما تلبس الباروكه ، أو تلجأ لعمليات التجميل ، فتغير خلق الله تعالى كنفخ وجهها ، أو وجنتيها أو تغيير شكل الأنف ، أو توسيع محيط العين ، أو نفخ الشفايف ، أو حقن البوتكس ، أو الفيلر ، أو نحت الجسم ، إلى غير ذلك من أمور حذر منها الشارع الحكيم ؛ لما فيها من ضرر عليها وتغيير لخلق الله تعالى ..
وربما تفعل كل ذلك وأكثر ؛ رغبة في الإستحواذ على رضا الناس ، فلا يهم في نظرها رأي الشارع الحكيم ونصوص الكتاب والسنة المحذرة من هذا الأمر !! ..
وهناك فئات من النساء لا يتحرك ضميرها ، ووازعها الديني حينما تعلم بالوعيد الشديد الوارد في هذا الحديث النبوي :(لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ والْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّه) رواه البخاري ومسلم .
فإذا كان مصير من تفعل هذا هو اللعن والطرد من رحمة الله ثم لا يتحرك فيها ساكنا ولا يهتز لها ضمير ، بل هي فرحة مسرورة ؛ لأنها أرضت زوجها ، أو أرضت نفسها الأمارة بالسوء ، وتناست أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فهذه نذكرها بأن الدنيا زائلة ومصير كل حي إلى فناء ولن ينفعها إلا رضا ربها وعملها الصالح ..
أما من كانت جاهلة بالحكم الشرعي لكل ما ورد فلها أن تستفتي العلماء ، ومن يرجع لفتواهم وعلى رأسهم الشيخين ابن باز وابن عثيمين - رحمهما الله - يعلم جيدا مدى التحريم القاطع لعمليات التجميل إلا للضرورة الملحة ، كتشوهات الوجه الناشئة عن الحروب ، أو الحوادث المرورية ، أو الحرائق ، أو التشوهات الخلقية منذ الولاده ، أما مجرد التجميل لتحسين المظهر أو إخفاء التقدم في العمر ، أو تبديل وتغيير خلق الله ، فمحرم شرعا ، ولكم أن ترجعوا لفتاوى العلماء في ذلك ..
لقد أصبحت كثير من فتياتنا ونسائنا تقلد بعض مشهورات السوشل ميديا سواء في الوشم ، أو توصيل الشعر ، أو حقن البوتكس ، أوالفلر ، أونفخ الشفايف ، أو نحت الجسم ، أو غير ذلك من عمليات التجميل الباهضة الثمن ؛ إذ ليس معنى كثرة المتابعين للمشاهير التي تصل للملايين دليل على نزاهة وحصانة المشهور ، وما يفعله من محرمات تخالف نصوص الكتاب والسنة لا يدعو للتقليد الأعمى لهم !!.
إن جمال المرأة الحقيقي هو بالحياء والحشمه ، والأدب ، واتباع شرع الله ، كما أن جمال الروح هو الأكثر جاذبية من جمال المظهر الخارجي ..
كم هو جميل أن ترضى المرأة بما قسم الله لها من جمال ، فإذا أرادت التزين فتتزين بالمباح ، كما أن الثقة بالنفس ، وحسن الأخلاق يضفي جمالا على المرأة ، ويزيدها جاذبية ومحبة في قلوب الناس .
والآن وبعد هذا كله ، أما آن الأوان أن نكف عن طرق غرف عمليات التجميل ، ونكف عن تبذير أموالنا على زينة لا ترضي الله تعالى !.
لنكن حقا وقافين عند حدود الله تعالى ، فزينة ترضي الله ، خير من زينة تسخط الله تعالى ، وربنا - جل جلاله - لا يحرم شيئا إلا لمصلحة ، ولكم أن تسألوا من تورطت بعمليات التجميل عن الضرر اللاحق بها ، والآثار الجانبية المترتبة على تغيير ما خلق الله تعالى .
اللهم زينا بزينة الإيمان والتقوى ، ونور وجوهنا بطاعتك ، وقلوبنا بخشيتك ، واجعل رضاك عنا أكبر همنا ، ومبتغى آمالنا يا من خلقتنا ورزقتنا ، ومن كل ما سألناك يا ربنا أعطيتنا ...
✒️ سلمى الحربي