التكنولوجيا الحديثة تخطو خطوات واسعة نحو الأمام ، وتقفز بسرعه مذهله تخطف الأبصار ، وتبهر العيون .
ولما دخلت الإعلام أحدثت ثورة اعلاميه كبيرة جدا فحدث هناك إنفتاح إعلامي ضخم ، فبعد أن كان الإعلام محصورا ضمن نطاق معين وعلى حدود جغرافيه تمتد من وإلى ، أمطرنا الإعلام الإليكتروني الحديث بوابل من وسائل التواصل الإجتماعي ليصبح العالم بأكمله ضمن شبكة متواصلة من الأفراد والجماعات .
وهذه من النعم التي تستحق الحمد والشكر ، فبالأمس كان الحصول على المعلومه والحدث فيه مشقة وعنت ، والآن هي أسرع من لمح البرق .
ولصغر حجم هذه الأجهزة الإليكترونية الذكيه أصبحت في متناول الجميع حتى الأطفال ترافقهم الساعات الطوال حتى أدمنوها كما أدمنها الكبار .
لكن ماذا فعلت فينا هذه الأجهزه الإليكترونيه وماذا أحدثت في مجتمعاتنا من شروخ وتصدعات ! .
الكل يشكو ويتأوه من طغيان هذه الأجهزة و من تمرد هذا الجيل جيل الإليكترونيات ، وفي الحقيقة هي طوفان مدمر يبتلع من لم يكن محصنا حصانه فكريه تقيه شر هذا الطوفان .
في المجتمعات الأوروبية هناك وعي كبير جدا بالنسبة للآباء فلديهم توعيه للأبناء حول مضار هذه الأجهزة ، فهم لا يسمحون لأطفالهم بالمكوث الساعات الطوال على هذه الأجهزة الذكيه فيكفي في نظرهم ساعه او ساعتين فالأب هناك يوجه والإبن يطيع وبمجرد مرور الوقت المحدد للطفل يتوقف ويسلم بيده الجهاز لأبيه ، ونحن للأسف تخطت المشكلة الحدود إلى إدمان هذه الظاهرة الغريبه حتى أصبحنا نرى أطفال يطرقون عيادات الأطباء من سوء استخدام هذه الأجهزة وإدمانها .
لقد سلبت هذه الأجهزة الإليكترونيه عقول الأطفال فاخترقتها وبلبلت عقيدتها وفرضت عليهم رغما عنهم مناظر خادشة للحياء تتخلل ألعابهم الإليكترونيه بين الحين والآخر ، كما أنها أوجدت انعزال بين الطفل ومحيطه أضف إلى ذلك التأخر الدراسي وإيجاد قدوات سيئين يقتدي بهم الطفل وكم وقفنا على سلوكيات خاطئة تعلمها الأطفال من هؤلاء القدوات ..
أما المراهقين والمراهقات فيا رب سلم سلم ، فبالأمس هم تحت سلطة اب وأم واليوم اقتحمت هذه الأجهزة أعماق البيوت وفرضت سيطرتها بقوه حتى كسرت القيود والحواجز .
لا أدري من أين أبدأ هل من غرف الدردشة بين الجنسين والتعارف والوعود الكاذبه أو من تضييع الأوقات على متابعة مشاهير لا يضيفون لهم رقما ايجابيا في حياتهم سوى التفاهة و شغل الأوقات بلا هدف واضح ..
ولا ننس كمية الإعجاب الهائله للممثلين والممثلات والمغنين والمغنيات والراقصين والراقصات الذين اتخذوهم قدوات ومعالم طريق في حياتهم حتى قلدوهم في أمور لا يرضى عنها الإله كالبذخ المفرط والتباهي بالنعم لدرجة الإسراف وبعثرة الاموال على مظاهر جوفاء ، أضف إلى ذلك قلدوهم في قصات الشعر الغريبة على مجتمعنا الإسلامي ، وعمليات التجميل التي أساسها النفخ والشد والجذب ، والتصغير والتكبير ، والتضييق والتوسيع ، وتغيير خلق الله تعالى متناسين الأدلة القاطعة على تحريم هذه العمليات إلا للضرورة القاهرة ..
حتى الكبار الذين يفترض أن يكون لديهم وعي كبير من مغبة هذه الأجهزة تسمرت أيديهم وشخصت أبصارهم لهذا البريق المبهر فسحرتهم كما سحرت من قبلهم .
كثير من المشاكل الأسريه سببها هذه الأجهزه الإليكترونيه والإفراط المتناهي في استخدامها والتي لم يقتصر ضررها عند هذا الحد بل تعدته لتصل لحالات الطلاق .
وكما تعلمون منذ دخلت هذه التقنيه الإليكترونية إلى البيوت كشفت الغطاء عن المستور فما عاد هناك خصوصية فحتى أدق تفاصيل الحياة ينشر أمام العالم صوتا وصورة ، حتى استفحلت بعض المشاكل في البيوت من جراء هتك خصوصية البيت ، وتضييع حقوق الزوج والأولاد ؛ نظرا للعكوف المستمر على هذه الأجهزة الإليكترونيه .
لا أدري لماذا نحن العرب وبالذات الخليجيين تأسرنا التقنية الحديثة وتخطف عقولنا فلا نعرف معنى الإعتدال !! .
أحد أسباب الإفراط والإدمان لهذه الأجهزة أن البعض ليس له هدف في هذه الحياة فهو يعيش بنظام متخبط ليس فيه تخطيط وتدوين وعمل منظم يعود نفعه عليه وعلى مجتمعه ؛ ولأجل ذلك تراه يضيع الأوقات الطوال على هذه الأجهزه الإليكترونيه بلا نفع ولا فائده مجرد تسليه وترفيه وتضييع الساعات ليقتل بها فراغه ، وبعضهم يتجاوز حده في استخدام هذه الأجهزة للهروب من الواقع المؤلم الذي يعيشه ، والبقية اتخذوها وسيلة تسلية وترفيه ، وتنفيس عن النفس ..
وفي الحقيقة ، لن يصل للإعتدال بخصوص هذه الظاهرة إلا من عرف قيمة الوقت وأدرك أن الوقت أنفاس لا تعود ، ولن يستخدم هذه الأجهزة بشكل ايجابي إلا من أوتي فكر نيرا وعقلا واعيا ، ولن يستغل هذه الأجهزة في فعل الخير إلا من عرف ثواب الله وجزيل عطائه المدرار .
ويبقى الوازع الديني والوعي هما طريقا النجاه من لسعة هذه الأجهزة التي هي سلاح ذو حدين .
كل ما ذكر أعلاه ليس المقصود منه التعميم فلا يزال الخير في أمتي إلى قيام الساعه ، ولئن كانت هنالك سلوكيات تجاوزت حدها فهذه تحتاج إلى تنبيه ، ومزيد وعي ، وإيجاد حلول جذرية ؛ حتى ترتقي مجتمعاتنا إلى الأفضل ، ويصبح الفرد لبنه صالحه في مجتمعه .
ولما دخلت الإعلام أحدثت ثورة اعلاميه كبيرة جدا فحدث هناك إنفتاح إعلامي ضخم ، فبعد أن كان الإعلام محصورا ضمن نطاق معين وعلى حدود جغرافيه تمتد من وإلى ، أمطرنا الإعلام الإليكتروني الحديث بوابل من وسائل التواصل الإجتماعي ليصبح العالم بأكمله ضمن شبكة متواصلة من الأفراد والجماعات .
وهذه من النعم التي تستحق الحمد والشكر ، فبالأمس كان الحصول على المعلومه والحدث فيه مشقة وعنت ، والآن هي أسرع من لمح البرق .
ولصغر حجم هذه الأجهزة الإليكترونية الذكيه أصبحت في متناول الجميع حتى الأطفال ترافقهم الساعات الطوال حتى أدمنوها كما أدمنها الكبار .
لكن ماذا فعلت فينا هذه الأجهزه الإليكترونيه وماذا أحدثت في مجتمعاتنا من شروخ وتصدعات ! .
الكل يشكو ويتأوه من طغيان هذه الأجهزة و من تمرد هذا الجيل جيل الإليكترونيات ، وفي الحقيقة هي طوفان مدمر يبتلع من لم يكن محصنا حصانه فكريه تقيه شر هذا الطوفان .
في المجتمعات الأوروبية هناك وعي كبير جدا بالنسبة للآباء فلديهم توعيه للأبناء حول مضار هذه الأجهزة ، فهم لا يسمحون لأطفالهم بالمكوث الساعات الطوال على هذه الأجهزة الذكيه فيكفي في نظرهم ساعه او ساعتين فالأب هناك يوجه والإبن يطيع وبمجرد مرور الوقت المحدد للطفل يتوقف ويسلم بيده الجهاز لأبيه ، ونحن للأسف تخطت المشكلة الحدود إلى إدمان هذه الظاهرة الغريبه حتى أصبحنا نرى أطفال يطرقون عيادات الأطباء من سوء استخدام هذه الأجهزة وإدمانها .
لقد سلبت هذه الأجهزة الإليكترونيه عقول الأطفال فاخترقتها وبلبلت عقيدتها وفرضت عليهم رغما عنهم مناظر خادشة للحياء تتخلل ألعابهم الإليكترونيه بين الحين والآخر ، كما أنها أوجدت انعزال بين الطفل ومحيطه أضف إلى ذلك التأخر الدراسي وإيجاد قدوات سيئين يقتدي بهم الطفل وكم وقفنا على سلوكيات خاطئة تعلمها الأطفال من هؤلاء القدوات ..
أما المراهقين والمراهقات فيا رب سلم سلم ، فبالأمس هم تحت سلطة اب وأم واليوم اقتحمت هذه الأجهزة أعماق البيوت وفرضت سيطرتها بقوه حتى كسرت القيود والحواجز .
لا أدري من أين أبدأ هل من غرف الدردشة بين الجنسين والتعارف والوعود الكاذبه أو من تضييع الأوقات على متابعة مشاهير لا يضيفون لهم رقما ايجابيا في حياتهم سوى التفاهة و شغل الأوقات بلا هدف واضح ..
ولا ننس كمية الإعجاب الهائله للممثلين والممثلات والمغنين والمغنيات والراقصين والراقصات الذين اتخذوهم قدوات ومعالم طريق في حياتهم حتى قلدوهم في أمور لا يرضى عنها الإله كالبذخ المفرط والتباهي بالنعم لدرجة الإسراف وبعثرة الاموال على مظاهر جوفاء ، أضف إلى ذلك قلدوهم في قصات الشعر الغريبة على مجتمعنا الإسلامي ، وعمليات التجميل التي أساسها النفخ والشد والجذب ، والتصغير والتكبير ، والتضييق والتوسيع ، وتغيير خلق الله تعالى متناسين الأدلة القاطعة على تحريم هذه العمليات إلا للضرورة القاهرة ..
حتى الكبار الذين يفترض أن يكون لديهم وعي كبير من مغبة هذه الأجهزة تسمرت أيديهم وشخصت أبصارهم لهذا البريق المبهر فسحرتهم كما سحرت من قبلهم .
كثير من المشاكل الأسريه سببها هذه الأجهزه الإليكترونيه والإفراط المتناهي في استخدامها والتي لم يقتصر ضررها عند هذا الحد بل تعدته لتصل لحالات الطلاق .
وكما تعلمون منذ دخلت هذه التقنيه الإليكترونية إلى البيوت كشفت الغطاء عن المستور فما عاد هناك خصوصية فحتى أدق تفاصيل الحياة ينشر أمام العالم صوتا وصورة ، حتى استفحلت بعض المشاكل في البيوت من جراء هتك خصوصية البيت ، وتضييع حقوق الزوج والأولاد ؛ نظرا للعكوف المستمر على هذه الأجهزة الإليكترونيه .
لا أدري لماذا نحن العرب وبالذات الخليجيين تأسرنا التقنية الحديثة وتخطف عقولنا فلا نعرف معنى الإعتدال !! .
أحد أسباب الإفراط والإدمان لهذه الأجهزة أن البعض ليس له هدف في هذه الحياة فهو يعيش بنظام متخبط ليس فيه تخطيط وتدوين وعمل منظم يعود نفعه عليه وعلى مجتمعه ؛ ولأجل ذلك تراه يضيع الأوقات الطوال على هذه الأجهزه الإليكترونيه بلا نفع ولا فائده مجرد تسليه وترفيه وتضييع الساعات ليقتل بها فراغه ، وبعضهم يتجاوز حده في استخدام هذه الأجهزة للهروب من الواقع المؤلم الذي يعيشه ، والبقية اتخذوها وسيلة تسلية وترفيه ، وتنفيس عن النفس ..
وفي الحقيقة ، لن يصل للإعتدال بخصوص هذه الظاهرة إلا من عرف قيمة الوقت وأدرك أن الوقت أنفاس لا تعود ، ولن يستخدم هذه الأجهزة بشكل ايجابي إلا من أوتي فكر نيرا وعقلا واعيا ، ولن يستغل هذه الأجهزة في فعل الخير إلا من عرف ثواب الله وجزيل عطائه المدرار .
ويبقى الوازع الديني والوعي هما طريقا النجاه من لسعة هذه الأجهزة التي هي سلاح ذو حدين .
كل ما ذكر أعلاه ليس المقصود منه التعميم فلا يزال الخير في أمتي إلى قيام الساعه ، ولئن كانت هنالك سلوكيات تجاوزت حدها فهذه تحتاج إلى تنبيه ، ومزيد وعي ، وإيجاد حلول جذرية ؛ حتى ترتقي مجتمعاتنا إلى الأفضل ، ويصبح الفرد لبنه صالحه في مجتمعه .
✒️ سلمى الحربي
..
..