من عُرف بين قومه بمكارم الأخلاق ، ومحامد الصفات ، وعلو المنزله ، والشمائل العطرة ، ثم حصل في يوم ما وأخطأ ، فالأَولى والأفضل ألا يُضَخَّم و يُعَظَّم خطؤه ، ويُكَبَّر ما فعله ، وتُسَل السيوف أمامه ، وتُنْشَر في الآفاق زلته ، وتُغْسَل كرامته ، وتُداس مكانته وكأنه مجرم ، أو سفاك دماء !!.
أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم ، كما قال صلى الله عليه وسلم ؛ فبحر أخلاقهم وسمو أفعالهم يجعلنا نغض الطرف عن كبوة الجواد ، فلكل فارس كبوة ، فنحن ما عرفنا عنه إلا أنه سيد الفِعال ، كريم الشمائل ، حبيب إلى الرحمن .
أرجوكم يا من تصيدتهم زلة فلان وهو قدوة محترمه بين الناس وشامه في جبين عصره ، أقلوا من عتابه فكل ابن آدم خطاء ، ومن الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط !! .
هو بشر من البشر يعتريه النقص والزلل والخطأ ، وليس ملك من الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون !! .
صحيح هو أخطأ ، لكن :(( ما هكذا يا سعد تورد الإبل !)) فأسلوبكم في شتمه وسبه ولعنه والتفكه والتندر بمقامه في المجالس وعلى وسائل التواصل الإجتماعي غير لائق ، ولا سيما أنه قدوة من القدوات ، وهذا يزعزع مكانته بين من كانوا يرونه قدوة لهم ! .
عثرة جواد في بحر شمائله لا تعد منقصه في حقه ، بل هفوه وقطره في سحائب مكارمه وجود أفعاله ، ولعله تيقظ لزلله واستغفر ربه فغفر له وبدل سيئته حسنات وأنتم إلى الآن تنهشون في لحمه وتلوكه الألسنة يميناً ويسارا .
كفوا عن تصيد أخطاء العظماء ، فكلكم عيوب لولا ستر الله عليكم !!..
كفوا عن تشويه صورة من رأيناهم ولا زلنا نراهم نجوماً تضيء للتائهين طريقهم !! .
كفوا عما فعل فلان وقال فلان وسمعت من فلان والتفتوا وانظروا ماذا قدمتم لآخرتكم ! .
أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم ؛ فوالله ما علمنا عنهم إلا كل خير ، فكم تعلمنا منهم ، وكم تفقهنا من بحر علمهم ، وكم أرشدوا ضال ، وهدوا حيران .
هم تيجان على رؤوسنا ، وراية نصر للأمه الإسلامية ، ويكفيهم أن الله تعالى أعلى منزلتهم ورفع شأنهم :( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) سورة المجادلة آية ١١ .
✒️ سلمى الحربي
...