أترى تلك الغيمة العابرة يفرح بمرآها من رآها تمر عابرة فترى الودق يخرج من خلالها فتروي الأرض القاحلة فتحييها ؟!.
كن أنت كتلك الغيمه تعطي عطاءً غدقاً ثم تمضي ، هكذا هي الغيمة تسوق الغيث إلى أرض وبلد وضاحية فتسقيها من عذبها الزلال فتخضر أرضها وتورق أشجارها ثم تثمر يانع الثمر فيأكل منه الطير والبهائم والبشر .
أترى الغيمه كيف يستبشر الناظر لمرآها ويفرح الناس بتساقط خيرها ، كن أنت مثلها يستبشر ويفرح من رآك فترويهم بكرمك وتهطل عليهم بعطائك وتسعدهم بتواضعك وتأسرهم بدماثة أخلاقك .
إن الغيمه في السماء تهطل ماء طهوراً فهل تستطيع أن تسقي ظمآناً ماء طهوراً عذباً سلسبيلا لتكسب أجر كل من ارتوى ؟! .
ألم تشاهد تلك الغيمه مع الغيوم كيف حجبت ضوء الشمس فغدت ظلالها مرافئ من حر الشمس وهجير القيظ ، باستطاعتك ان تكون ظلال وارفه لكل محتاج بمالك وبمواساتك وبكلمتك الطيبه .. وباستطاعتك ان تكون ظلا ظليلاً لليتيم فتعوضه مرارة اليتم بكفالته .
ألم تلاحظ لتلك الغيمه الكبيرة كيف أنزلت غيثها بغزارة ثم تولت وكأنها تعلمنا ألا ننتظر مقابلاً للعطاء فنحن كذلك جميل أن نعطي ثم نمضي ولا نلتفت أو ننتظر لجزاء او شكر أو ثناء .
الغيمه نعمه ورزق من الله تأتي بلا موعد وبدون طلب كضيفه خفيفه محمله بالهدايا وهذا يعلمنا إسداء المعروف بلا طلب ولا منه .
كن كغيمه عابرة لا تؤذي أحداً ولا تكون سببا في ألم ولا تجرح ولا تهين بل عبورا خفيفا كغيمه عابره مرت فاستبشر الناس بها .
في الغيوم بشائر ومبشرات ، فاللهم اجعلنا بشائر وفأل حسن ومبشرات خير وبركه ومسرات واٌنس وسعاده لمن حولنا .
✒️ سلمى الحربي
..