إذا كنت شخصاً دائم التشكي تتعرض للأذى فليس الحل لمشكلتك أن تستمر شاكياً باكياً متألماً تستعرض ما ألمَّ بك لكل عابر سبيل !!.!! .
اعتزل ما يؤذيك ؛ فإذا كنت تعلم أن فلاناً يتعمد إيذاءك باستمرار ؛ فما الذي يجبرك أن تجلس معه الساعات الطوال ؟! .
وإذا كنت تعلم أن هناك أشخاصاً ليس عندهم ذوق أخلاقي وأنت مجبر على مخالطتهم بحكم عملك أو قرابه تربطك بهم ، فهنا خفف مقدار الجلوس معهم قدر ما تستطيع ، ولا تسترسل معهم بأحاديث قد تجرك لأذى يلحق بك .
كذلك مخالطة السلبيين ، ومن ابتلاهم الله بتتبع عورات الناس ، ومن كانت مجالسهم تعج بالغيبه والنميمة ، والقيل والقال ، والإستهزاء بعباد الله ؛ فهذه مجالس مؤذيه لا ترضي الله تعالى ؛ ففي اعتزالها خير لك .
اعتزل ما يؤذيك ، وأمط الأذى عن نفسك بيدك فإذا لُدغت مره ، فخذ حذرك ممن لدغك ، ولا تُعَرض نفسك لأذيته مره أخرى ، وكذا الباب الذي يُقفل في وجهك مره إياك أن تطرقه مرة أخرى ، والعلاقات التي تدمر نفسيتك اقطعها على الفور ، فصحتك واستقرار نفسيتك تأبى عليك أن تزعزعها بعلاقات مسمومه .
كن فطناً في مخالطتك للناس بحفظ لسانك وعدم البوح بأسرارك ،ثم اختر اصدقائك بعناية ، وإذا لم تجد صديقاً وفياً فلا تجبر نفسك أن تتخذ أصدقاء قبل أن تجربهم وتختبر معادنهم ؛ فكم كان سوء اختيار الأصدقاء سبباً للوقوع في الفخ والهلاك !!.
أحياناً كثيرة قد تكون أنت نفسك مصدر أذى لنفسك ؛ فإذا كنت إنساناً سلبياً متشائماً تفكر بسلبية فأنت هنا تؤذي نفسك بتفكير يضرك ولا ينفعك ، وإذا كنت تظلم غيرك وتؤذيهم بلسانك فلا تعتقد أن السعادة ستطرق بابك ، فكما آذيتهم ستشعر بمرارة الأذى ؛ لذا اعتزل ما يؤذيك ويؤذي غيرك لتسلم أنت من الأذى .
ثم إنَّ أعظم وأكبر أذى يلحق بنا جميعاً هو اقتراف الذنوب والمعاصي ؛ فهي سبب لظلمة قلوبنا ، وتعاسة حياتنا ، وقلة التوفيق ، وصَدَق من قال : ( ما سُمِّيت السيئة سيئة إلا لأنها تسوء صاحبها ) لذلك اعتزل ذنبك ، وابكِ على خطيئتك ، وتب إلى مولاك ، واتبع السيئة الحسنة تمحها ، واسأل الله تعالى السداد والرشد في كل وقت وحين ، واعلم أن الحياة الطيبة في طاعة الله ، والقرب من الله ، والأٌنس بالله جل جلاله ..
✒️ سلمى الحربي
...