إنَّ هذه الكلمه التى تعني التمركز حول الذات ، قد لا تتردد كثيراً على ألسنة أصحابها ، لكننا نستشفها من خلال سلوك بعض الأفراد ؛ حيث يتضح الغث من السمين .
إنّ ذلك الذي يهمس في أذن نفسه ، ويعيش في حدود ظله ، ويطوف حول نفسه ، ولا يهمه إلا ذاته ، هو في الحقيقه لا يدرك من معاني الإيثار شيئاً ، ولو فقه فلن يعيره اهتماماً ؛ لأن نفسه التي بين جنبيه هي أعز ما يملك ، وأثمن ما يكنز ، وهو إن سمع بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فلن تُلامس قلبه المترع بحب الذات ، ولو صرخ في أذنه ألف صارخ !!.
نفسي نفسي ، تتجلى معانيها عند ذلك الذي يتنعم بالمطاعم والمشارب ، وأمام عتبة بابه جارٌ ينام طاوي البطن وهو شبعان !! .
إن صاحب الطبع الأناني يسمع شكاوي المستضعفين وصرخات المظلومين فلا ينطق ببنت شفه ، ولا يتحرك قيد أنمله !!.
يرى بأم عينه صرخات اليتامى ، وبكاء الثكالى وكأن الأمر لا يعنيه !! .
يحتاجه أخوه المسلم في فك ضائقه ، أو تفريج كرب فيلوي عنقه صفحاّ ، مع قدرته على نصرته !!.
يتوسل إليه الضعيف ولو بشربه ماء ، فلا يرق قلبه ولا تدمع عينه !!.
ومن تربى من صغره على طبع الأنانيه ، وحب الذات وحب التملك ، ولم يتربى على حب العطاء وحب الآخرين ، فلا تنتظر أن تجني منه شفقةً أو رحمة !!.
إن هذه الخصله الذميمة لو تفشت في مجتمعاتنا ، فلن تجد حينئذٍ مجتمعاّ متآخياّ متحاباّ مترابطاّ متعاوناً ؛ لأن الكل ينادي :( نفسي نفسي)!! .
وإذا لم يجد أعداء الله صفاّ محكماّ وبنياناّ مرصوصاّ ؛ سيسهل عليهم اختراق صفوفه من خلال الثغرات المتباعدة ، وحينئذٍ لا تسأل مابال مجتمعنا هكذا ؛ وما الذي حدث له ؛ لأن ما رأيته بعينك مما كسبت أيديهم ، ومما جنوا به على أنفسهم !! .
✒️ سلمى الحربي
...