لست وحدي فأينما يممتُ وجهي فالله معي يحيطني بعنايته ، ويكلؤني في ليلي ونهاري ، وصبحي ومسائي .
أمشي على أرضه وتحفظني ملائكته ، ولساني يتمتم يا الله كلما غدوت أو رحت .
إن خرجت ، أو ولجت ، أو ركبت ، أو نزلت ، أو صعدت ، أو نمت ، أو استيقظت ؛ فالله معي في كل أموري .
إن فرحت ، فالله معي ، أحمده وأشكره ، فيزيدني من فضله ، وإن ضقت ذكرته فانبلجت أساريري .
إن أرخى الليل سدوله رفعت كفي يا الله ، فتناثرت عليَّ رحمات الله ، وإن بدت نسمات السَّحَر نزلتَ يا إلهي إلى السماء الدنيا تنادي هل مستغفر ؟ هل من تائب ؟ هل من سائل ؟ فما رفعتُ كفي يوماً يا الله فرددتها يا سابق الإحسان ، وكريم النوال .
أنت أنيسي ، وجليسي ، ورفيقي ، وسندي ، وسؤددي ، ومليكي ، وسيدي ، ومولاي ، يا كامل الصفات ، وواسع الإحسان .
أنت معي ، ما تحركت بي شفتاي ، إلا وأنفاسي تلهج بذكرك ، وتسبيحك ، وتمجيدك ، وتحميدك .
معي يا إلهي ، أينما كنت في كل وقت وحين ، فآلاؤك تغمرني ، وبحر جودك يغشاني بفيض نعمك .
إن نظرتُ إلى بُعد السماء وجدتك أقرب إليّ من حبل الوريد ، وإن جلجل النداء : (حي على الصلاة ) ركعت وسجدت لأقرب قريب جل في علاه .
الله معي ، وفي يدي كتاب ربي أُقلّب صفحاته ، وأتلو آياته ، فيبشرني ، ويرغبني ، ويرفعني درجات وأنا أقرأ السطر تلو السطر .
أنت معي يا إلهي ، فإن ذكرتك في نفسي ذكرتني في نفسك ، وإن ذكرتك في ملأ ذكرتني في ملأ خير منه ، وإن تقربت إليك شبراً تقربت إلي ذراعاً ، وإن تقربت إليك ذراعاً تقربت إلي باعاً ، وإن أتيتك أمشي أتيتني هرولة .
أنت معي ، إن زلت بي قدمي فتعثرت أتيتك تائباً فقبلتني ، وفتحت بابك لي ، ثم بدلت سيئاتي حسنات ، ولا زلت تغمرني بجودك يا أجود الأجودين .
لن أسأل أحداً سواك ما دمتَ معي ، ولن أرتجي عون أحد لأنك معي ، ولئن خار عزمي ، أو قلت حيلتي فأنت معي لا تفارقني ، قريب تجيب دعوة الداع إذا دعاك .
✒️ سلمى الحربي
...