في ذلك اليوم أُضيأت الشموع ، وأُعدت الحلوى ، وتناثرت البالونات ، وغُلفت الهدايا ، وجُهزت المفاجآت ، وقُرعت الطبول ، ووُثق هذا الحدث التاريخي بالصوت والصورة احتفالاً بعيد ميلاد فلان المسلم ؛ الذي يصلي ويصوم ويحج ولا يدري بحكم الاحتفال بعيد ميلاده ؟؟ .
يحتفلون به بمناسبة مرور عام جديد على ميلاده ليس اقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وإنما اقتداء بالنصارى الذين دينهم النصرانيه ؛ ثم يتفاخرون _ اقصد بعض المسلمين _ بالمظاهر البراقه عبر منصات التواصل الإجتماعي ، وينفقون الأموال الباهضه على سخافة عيد ميلاد فلان ، وربما استدانوا ليحاكوا ابن عمهم أو ابن خالتهم الثري ، ويتفوقوا عليه في عرض من الدنيا زائل ليس له أصل لا في القرآن ولا السنه النبويه .
أنا لا أستغرب ! فعندما يحكم البيوت أشباه رجال وناقصات عقل فلا تستغرب من تصرفاتهم البعيده كل البعد عن تعاليم الإسلام ، ولا تستغرب كم بلغت الهشاشه الدينيه مبلغها من هؤلاء .
قل لي بربك بماذا تحتفل ؟؟؟
ماهي إنجازاتك بمناسبة مرور عام جديد على ميلادك ؟
وماهي البصمه التي وضعتها في دنياك لتفتخر بها في آخرتك ؟
أتحتفل بعام مضى من عمرك ، وقد ضيعت فيه صلاة الفجر على مدار ٣٦٥ يوم ؟ أم بالنوم عن صلاة الجمعه ، وعدم حضور الخطبه مع المسلمين في المساجد ، أم بضياع الأوقات في ترهات تضرك ولا تنفعك ؟ .
أتحتفل بتوديع عام مضى من عمرك ولا تدري أهو آخر العهد بدنياك ؟ .
ثم هذا المال الذي ضيعته ، هل أنت مستعد أن تدفع مثله لحفر بئر يرتوي منها فقير ، أو بناء مسجد ، أو إطعام جائع ، أو كفالة يتيم ؟ .
إلى متى يا أمتي نقلد كل ناعق ، ونصفق لكل إمعة ، ونتخذ الحمقى واليهود والنصارى قدوات لنا ؟ .
يفترض بما أننا مسلمون نفتخر بهويتنا الإسلاميه وندير ظهورنا لكل بدعه أو محاكاة للكفار ونتأسى بهدي سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يحتفل لا هو ولا أصحابه بعيد ميلادهم .
إن ميلادي الحقيقي أنا وأنت ليس بعدد السنين فالعمر مجرد رقم ، وإنما الميلاد المثمر هو الذي ملأتَ ساعاته و أيامه وشهوره بطاعة تقربك إلى الله ، وبإنتاج عالي المقام عند مولاك ؛ حتى تنال رفيع الدرجات في جنةٍ عاليه قطوفها دانية حينما يبشرك المولى بقوله : ( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخاليه) سورة الحاقه آيه ٢٤ .
🖋 سلمى الحربي
....