ما كل من أمسك بالقلم بكاتب !
ولا كل من أسال الحبر على الورق بكاتب !
ولا كل من خدع العقول بزخارفه اللفظيه بكاتب !
ولا كل من أوتي سِحراَ في المقال وبلاغة في البيان بكاتب !
الكاتب الحق هو الذي يحمل رساله ساميه تنير العتمه عن هذه الأمه .
الكاتب الحق هو الذي يخيط بقلمه ثوب المعالي لنهضة أمته .
الكاتب الحق هو الذي يتقي الله في قلمه فلا يكتب حرفاً إلا ويبتغي به ثواب الله تعالى ، فالقلم أمانه بين يديه ، ومن لم يكن أهلاً لحمل الأمانه فليغمد قلمه جانباً ؛ إذ يكفي الأمه ما تعانيه من تآمر للعدو عليها حتى ينبري لنا من بني جلدتنا من يصفق لعدونا !!! .
وحينما ينعدم الضمير يتحول القلم إلى آلة بلا ضمير تسكب السم الزعاف على صفحات الورق بكتاب مائع أخلاقياً ، أو بروايه هابطه ، أو قصه هدامه ، أو مقاله منحله ، أو تغريده منحرفه ، أو شِعر يفيض ميوعه وانحلال أخلاقي ، أو سيناريو وحوار خبيث ، أو مسلسل ومسرحيه حيكت خيوطها بقلم هدفه نسف القيم ونزع الحياء وهتك الفضيله !!! .
بعض الأقلام يغريها بريق الدرهم والدينار فتنحرف عن جادة الصواب ؛ لتصبح آلة تستقبل المال فتضخ حبرها المسموم طاعة لمن ختم الله على قلبه وسمعه وبصره ، وبعضها عنوان صريح لشخصية صاحبها الذي كان ولا يزال لا هدف له في ثنايا قلمه سوى دغدغة الغرائز .
كل هؤلاء الزمره استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة فعميت أبصارهم ونسوا الله فأنساهم أنفسهم .
هؤلاء يهدمون في الأمه ما عجز عنه الصاروخ والدبابة فويل لهم مما كتبت أيديهم !!! ..
فرق كبير بين قلم يُصلح ولا يُفسد ، وبين قلم يُفسد ولا يُصلح ، فالأول حتى بعد مماته لا ينقطع أجره لأنه خَلَّف قِيَماً يُنتفع بها ، فهذا تلحقه الدعوات الفاضله ، أما الثاني فسيئاته جارية حتى بعد مماته ، وهذا تلحقه اللعنات في الأرض وفي السماء .
وصدق القائل حين قال :
وما من كاتبٍ إلا سيفنى
ويُبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيءٍ
يسرك في القيامة أن تراه
✒️ سلمى الحربي
...