إنّ من زينة الحياة الدنيا هؤلاء الأطفال الذين هم بهجة الدنيا وسرورها ، والذين وصفهم الله تعالى في كتابه بزينة الحياة الدنيا : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا) سورة الكهف آيه ٤٦ .
ولقد اهتم الإسلام غاية الإهتمام بحقوق الطفل حتى قبل أن يُخلق بحسن اختيار أمه ؛ لتكون أماً صالحه تربيه على قيم الإسلام ، ثم إذا غدا جنيناً في بطن أمه حَرَّم الإسلام اجهاضه ، ورخص لأمه الإفطار في رمضان إذا خشيت على جنينها ، ثم إذا وُلد وخرج إلى الدنيا حث الإسلام على رضاعته حولين كاملين ، ومن ثم الإنفاق عليه وإشباعه حباً وحناناً ، وتمكينه من اللعب واللعب معه ، وتوفير الجو الأسري الآمن ؛ لينشأ مستقراً نفسيا ويصبح لبنه صالحه في مجتمعه .
هذه جزء من حقوق الطفل في الإسلام ، وما لا يرتضيه الإسلام أن يُعامل هذا الطفل معامله قاسيه بعنف ، سواء عنفاً لفظياً بالصراخ عليه أونهره أو تهديده أو وصفه بأقبح الكلمات ، ومن العنف الجسدي ضربه أو ايذاء جسده بحرق أو توثيق يديه أو حرمانه من الطعام والشراب أو حبسه لتأديبه أو اتخاذه وسيله للنكاية بأمه المطلقه بحرمانه من حضن أمه ومن ثم إهماله .
كذلك من ظُلم الطفوله استغلالهم في البيع فتجد أطفال لم يتجاوزوا الست سنوات أو أقل يجوبون الشوارع بيعاً حتى ساعات متأخره من الليل ، وقد يتعرضون للأذى أو الخطف وقد يستغلهم ضعاف النفوس لأعمال لا أخلاقيه .
ومن ظلم الطفل اتخاذه لوحه إعلاميه وتكليفه ما لا يطيق ؛ ليدر الأرباح على والديه ، حتى غدا الطفل لا وقت لديه للعب والمرح ، ولا وقت لديه لمذاكرة دروسه ، ولا وقت لديه لجو أسري مفعم بالحب والحنان .
ومن ويلات الحروب قتل الأطفال وتشريدهم وترويعهم ، أو حدوث إعاقات بسبب القصف ، ومن أفضع ما يُفعل بحقهم هو قتل آباءهم وأمهاتهم أمام أعينهم !!!.
ومن ذلك حرمانهم من حق التعليم بهدم المدارس وتجويعهم بالحصار الإقتصادي ، وبهدم المستشفيات وهم فيها أحياء .
قال بدوي الجبل شِِعراً يفيض رحمةً :
ويارب من أجل الطفولة وحدها
افض بركات السلم شرقاً ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنها
إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
ويارب حَبِّبْ كل طفلٍ فلا يرى
وإنْ لجَّ في الإعنات وجهاً مقطبا
وهيئ له في كل قلبٍ صبابةً
وفي كل لقيا مرحباً ثم مرحبا
وفي اليوم العالمي للطفل تحرص الدول على إلقاء الضوء لتوفير الحماية والجو الآمن للطفل واتخاذ الإجراءات اللازمه والعقوبات الرادعه لكل سلوك يؤذي الطفل ، كذلك عمل الأنشطه والندوات والمحاضرات لبث الوعي وإبراز حقوق الطفل .
أما الطفل الذي نشأ وترعرع في أحضان الحروب فلا باكي له ؛ لأن يد الجلاد لا تعرف الرحمه !! فيارب لطفك بهم ، فليس لهم راحم سواك ، فاللهم إلطف بهم ، وأنزل عليهم السكينه وعوضهم بسلامٍ يملأ الآفاق عدلاً يا أرحم الراحمين .
🖋 سلمى الحربي
..