لِمَا شُرِبَ له



لمَّا ترك نبي الله ابراهيم - عليه السلام - زوجته هاجر وابنها اسماعيل في وادٍ غير ذي زرع بمكه بأمر من الله تعالى مكثت هاجر أيام ثم نفذ زادها من ماء وطعام ، فأخذت تهرول بين الصفا والمروة ؛ بحثاً عن ماءٍ يروي ظمأها هي وابنها ، فنبع من تحت أقدامها ماء زمزم المبارك فاستبشرت خيراً ، وارتوت من ماء زمزم هي وابنها .

ومنذ ذلك الزمن ، وإلى الآن وماء زمزم نبعها فيَّاض تروي العِطاش ، ليس ذلك فحسب بل هي كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إنها مباركه إنها طعام طعم وشفاء سقم ) رواه مسلم ، فهي طعام للجائع ، وفيها الشفاء من المرض بإذن الله تعالى ، ومن بركات ماء زمزم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيها : ( ماء زمزم لما شرب له) صححه الألباني ، فإن شربته لشفاءٍ شفاك الله ، وإن شربته لجوع أطعمك الله ، وأن شربته لظمأ سقاك الله ، وكان ابن عباس _ رضي الله عنه_ عند شربه لماء زمزم يقول : ( اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً واسعاً ، وشفاء من كل داء) ، وكان عبد الله بن المبارك  - رحمه الله - إذا شرب زمزم يستقبل القبله ويقول : ( اللهم إني أشربه لعطش يوم القيامه ) .

وعن الشفاء بماء زمزم ، كلنا قرأنا وسمعنا قصص لأناس تشافوا بماء زمزم ، فالبعض يُصدِّق ، والبعض يُشكك !! ، وللتأكيد أسرد عليكم قصص واقعيه لأناس أعرفهم ، وليست من نسج الخيال ، فهي حقيقه ساطعه لا مِراء فيها لكل من يشكك بماء زمزم من الأطباء بأنه يحتوي على أملاح تضر مريض الكلى ، وللمعلوميه فقد كان أحد أقاربي يشكو من حصوات في الكلى ونصحه الطبيب بالإبتعاد عن شرب ماء زمزم ؛ لإحتواءه على الأملاح ، لكن هذا الرجل التقي كان موقناً إيقاناً تاماً بأن ماء زمزم شفاء ، كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : (ماء زمزم شفاء سقم ) فهو لم يقتنع بكلام الطبيب ، ولم يطبق ما قال له ، بل استمر في شرب ماء زمزم كعادته ، وبعد شهر راجع الطبيب ففحصه وقال له : ( في أي مستشفى تعالجت ؟!) فقال الرجل : ( لم أذهب لمستشفى آخر ) فاندهش الطبيب وقال له : ( لا وجود لأي حصوات في الكلى ! ) فهل تداويت بالأعشاب ؟ فقال الرجل : ( لا ، بل تداويت بماء زمزم الذي حذرتني منه !! ) .

وقصه أخرى لإمرأة قابلتها في المستشفى ، حيث كنتُ أُرافق أختي ، فكانت بجواري تلك المرأة في صالة انتظار النساء ، وأخذتُ أتحدث معها ريثما يأتي دور أختي في العيادة ، أثناء حديثي معها قالت بأنها تعاني من مرض في كبدها وذهبت للأطباء فقالوا لها :( فترة العلاج سوف تطول والنتيجه ليست مضمونه ١٠٠ % ) تقول هذه المرأة : ( ذهبتُ للحرم ومكثت فيه شهراً كاملاً لا آكل ولا أشرب سوى ماء زمزم ) وبعد انقضاء الشهر ذهبتْ للمستشفى لإعادة الفحص فقال لها الطبيب : ( سبحان الله ، لقد تشافيتِ تماماً !! واسمحي لنا بأن تعطينا اسم الدواء الذي تعالجتِ به ، واسم المستشفى ، فقالت : ( اسم الدواء ماء زمزم ، واسم المستشفى الحرم المكي ) .

وقصة أخيرة لصديقة خالتي التي كانت لا تعالج أطفالها لا بدواء ولا بمستشفيات وإنما بماء زمزم ، فاذا ارتفعت حرارة أطفالها تضع لهم كمادات باردة بماء زمزم فتنخفض حرارتهم على الفور ، ولو أصيبوا بأي وعكه صحيه أخرى تسقيهم ماء زمزم وتنوي الشفاء من رب العالمين ، وبالفعل يتشافون فتعود العافيه لأجسادهم . 

كل هذه القصص الواقعيه تَعَافَى أصحابها ببركة ماء زمزم ، وببركة يقينهم التام بأن ماء زمزم شفاء ، يقين لا شك فيه ، مع صدق التوكل على الله بحصول الشفاء التام . 

أتذكر أيضاً أني قرأتُ منذ زمن بأنه عُمِلَتْ إحصائيه على مستوى المملكه العربية السعوديه بخصوص من هي المدينة الأقل عرضة لتسوس أسنان الأطفال على مستوى المملكه ؟ فكانت النتيجه : ( بأنهم أطفال مكه ) لأنهم يشربون ماء زمزم والذي به خواص تحمي من تسوس الأسنان ) .

وبعد - يا أحبتي - هذا هو ماء زمزم المبارك ، وهذه هي بركته ، فلا تنسى عندما تطأ أقدامك ثرى بيت الله الحرام أن ترتشف شربةً هنيئة من ماء زمزم المبارك ، فتنوي بهذه الشربة الشفاء إن كان بك مرض ، أو تنوي صلاح ذريتك ، أو تفوقهم ونجاحهم ، أو تنوي به أن يعصمك الله من الفتن ، أو تنوي حفظ كتاب الله ، أو حسن الخاتمه ، أو أي حاجة من حوائج الدنيا والآخرة .

                                            🖋  سلمى الحربي    ..