من منا لا يريد راحة البال ، والإطمئنان النفسي ؟! .
كلنا نبحث جاهدين عما يبعث في نفوسنا راحة البال والهدوء النفسي ، وأحد أسباب ذلك : المحافظة على الصلاة في وقتها ، وعدم تأخيرها أو النوم عنها ، ثم جمعها سوياً في آنٍ واحد .
فمن ضيَّع الصلاة عن وقتها سينتابه القلق والخوف والكسل والخمول وفقدان الراحة النفسيه وصدق رسول الله - عليه الصلاة والسلام - لما قال عن الصلاة : ( ارحنا بها يا بلال ) .
لذلك ترى وجوه المصلين مشرقه سعيده يعلوها البشر والسرور والإطمئنان النفسي وهم يؤدونها في وقتها وفي جماعة المسجد .
سبب آخر للراحة النفسيه وهدوء البال ، وهو تلاوة القرآن الكريم كلام الله المنزل على خير البشر - صلى الله عليه وسلم - فهو كالبلسم الشافي لقلبك وروحك وجسدك ، فالقرآن لو نزل على جبل لخشع وخضع فما بالك بجسد ولحم وعظم : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله) سورة الحشر آيه ٢١.
اتلو كتاب الله ليطمئن قلبك : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) سورة الرعد آيه ٢٨ ، اتلوه وسترى الراحه والسكينه والسعاده وهناءة العيش ، اتلوه وسترى كيف تبدل حالك إلى أحسن حال ، اتلوه لترى الجمال في كل شيء ، ففي آياته قصص وعبر وأخبار من قبلنا ، ونبأ ما بعدنا ، وحٌكم ما بيننا ، وفيه أوصاف الجِنان ، ونعيم أهل الجنة ، اتلوه ليرضى عنك الإله فتطيب لك الحياة ، وتحيا حياة السعداء .
وإذا أردت مزيداً من راحة البال فأحسن ظنك بالله جل جلاله ، فهو القائل في حديث قدسي : ( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء ) فإذا كنت حَسَن الظن بربك أرضاك وأعطاك ما تمنيت ، فإذا ظننت بربك أنه سيرزقك ، ويشفيك ، ويزيل همك ، فلك ما أردت ، لذلك أحسن ظنك بربك وسترى عجائب كرم الله جل جلاله .
ومن أسباب الراحة النفسيه : التسامح والعفو عن الناس ، واسأل من ينام وليس في قلبه غل على أحد عن كميه الراحة والسعادة والسرور الذي يملأ حياته ، ثم انظر كيف امتدح الله في كتابه العافين عن الناس لما قال : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) سورة الشورى آيه ٤٠ ، وقال عن عباده الصالحين :( وإذا ما غضبوا هم يغفرون ) سورة الشورى آيه ٣٧ .
في التسامح راحة بال واطمئنان نفسي وسعادة تتلوها سعاده ، فاملأ قلبك بخلق التسامح ، لتسعد في دنياك وفي أخراك ..
ومن أسباب الراحة النفسيه : ( دع الخلق للخالق) فلا تغتب ولا تنُم ولا تستهزئ بعباد الله ولا تطلق لسانك في أعراض خلق الله تسفيهاً وتقبيحاً وسباً وشتماً وانتقاصاً وازدراء ، فإن فعلت فلن تجنِ سوى تطاير حسناتك ، وتزايد سيئاتك وتفاقم همك وغمك .
لذا طهر لسانك عما لا يرضي الله جل جلاله ، واشغله بذكر المولى ، وبكل طيب من القول ليرتاح بالك ويهنأ هيشك وترفرف فراشات السعاده من حولك .
اللهم أسعدنا بطاعتك ، وأكرمنا برضاك عنا حتى ننال شرف جنتك مع الأنبياء والصالحين والأولياء وحسن أولئك رفيقا .
✒️ سلمى الحربي
...