من الطموح والثقة بالنفس أن يكون عنادك إيجابي ، بحيث يكون فيه منفعه لك ، وليس فيه ضرر على غيرك .
فأنت حينما تعزم عزيمة أكيدة على تحقيق هدف في حياتك تصبو إليه ، وتسعى إلى إنجازه يكون لديك قوة ، وطاقة ، وعناد إيجابي لتحقيقه مهما كلفك الأمر ، فلا يهمك تثبيط المثبطين ، ولا عداوة المُعتدين ، ولا إرجاف المرجفين ، ولا حسد الحاسدين ، طالما رسمت في ذهنك خريطة تسير على منوالها نحو هدفك ومرماك .
وبالإصرار ، والمثابرة ، والعمل الدؤوب ، مع التوكل على الله تعالى ، وسُؤاله العون والسداد يتحقق الإنجاز ، فتصل إلى مراتب عليا من النجاح .
لقد كان - صلى الله عليه وسلم - في تبليغ دعوته ذا عزيمه صادقه ، وقوة ، وصبر ، ومصابره ، رغم ما لاقاه من كفار قريش من صنوف الأذى تارةً بالإستهزاء به وبدعوته ، وتارةً بالتآمر على قتله ، وتارةً بأذى فِعلي .
ولما أغروه سادات قريش بالمنصب ، والجاه ، والرئاسة ، ووسَّطوا عمه أبو طالب ؛ ليغريه بما وعدوه به ، نظير تركه للدعوة ، قال بلغة الإصرار القوية : ( والله يا عم ، لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في شمالي ، على أن أترك هذا الأمر ما تركته ، حتى يظهره الله ، أو أهلك دونه ) وفعلاً أصر على التمسك بمنهج الدعوة ، حتى فتح الله عليه فتحاً عظيما ، ودخل الناس في دين الله أفواجا .
أما ذاك العِناد السلبي ، فلا يرجو منه سيده سوى إغاظة خصمه ، وإثبات ذاته ، حينما يصر على رأيه ، فلا يقبل النقاش ، حتى لو اتضح له خطؤه ، ولا يتقبل وجهة الطرف الآخر برحابة صدر ، بل يظل يُجادل ويُفحم ويَعتد برأيه، ويُحكم السيطرة على من حوله ، فهذا لن يجنِ أي منفعة ذاتية من جراء ذلك سوى إفحام نفسه ، وإدخالها في معارك هو الخاسر فيها ، كمثل المرأة التي تُعاند زوجها ، وتتحداه ، وتضرب برضاه عرض الحائط ؛ فهذه لا تلوم نفسها لو اتخذ الزوج معها أسلوباً لا يُرضيها ! .
لذا كن ذا عنادٍ إيجابي يسمو بك إلى عالم الفضائل ، ويخلق منك نجماً يتلالأ في سماء الطموح ، والفلاح ، والنجاح ؛ كي تكون ذا أثرٍ إيجابي تزرع الخير فتقطف يانع الثمر .
🖋سلمى الحربي
....