كلمات أسعدتني



كما أنَّ هناك مواقف تُسْعِد ، وأماكن تُسْعِد ، وأُناس تُسعد ، وأيام تُسعد ، وأجواء تُسعد ، فكذلك هنالك كلمات تُسعد ، وتُبهج ، وتُزهر في حنايا نفوسنا أزاهير الفرح ، وأكاليل السرور .

نوعية الكلمات ، ومذاقها ، ورونقها ، وجمالها حينما ينساب عبيراً فواحاً تطرب الآذان لجرس حرفها المُمُوْسَقْ ، فتبث الروح في الجسد المُعَنَّى ، ليولد من جديد مع كل نغمة حرفٍ سمعها من ذاك الذي اكتسى بمحاسن الألفاظ ، وجميل الكلمات .

عند النجاح في دراسة ، أو مشروع ، أو وظيفه ، نحتاج لشذى كلماتٍ عطرية تنعش أرواحنا تزامناً مع فرحتنا : ( يا الله ما أروعك ! .. أنا فخورٌ بك .. مُبارك هذا النجاح المُبهر .. أنت حقاً مُميز وعصامي .. أنت رائع ، وستظل رائعاً أيها الرائع .. سِر للأمام وعينُ الله ترعاك ) .

وفي فرحتك بيوم زفافك ، ويوم أن رزقك المولى بأجمل مولود ، ويوم أن سَكَنْتَ بيتَ العُمْر ، ويوم ترقيتك في عملك ، سيمطرك من يحبك ، ويتمنى لك الخير بوابلٍ عطري من كلماتٍ يَفوحُ شذاها عاطراً بأريج العود ، والعنبر ؛ ليهديك جمال قلبه قبل جمال كلماته الماتعه ، وكما استقبلك ببشاشته ، تسابقت كلماته لتعانقك ، وتشاركك أهازيج فرحتك .. ( زواج مبارك وسعيد يا أغلى مَنْ عرفتْ ، وذرية صالحه تُقر العين وتُبهج الفؤاد .. دامت أفراحكم يا أغلى الغوالي .. منزل السعد والهنا ..  تبارك من حلَّ بداره سعيداً باهجاً قرير العين .. حَللتَ سهلاً في منازل الأخيار ) .

جَمال الكلمه ، واختيار الحرف اللطيف ، وطريقة التعبير بنغمة صوتيه رقيقه ، تُسعد الفؤاد ، وتَسُر الخاطر فتجعل مَنْ أمامك يطرب لجمال كلماتك السحريه ، فيسعد قائل الكلمات ، ومن سمعها ، ومن قِيْلَتْ فيه ، فيبادلك مَنْ سَمِعَها : ( كلماتُك أسعدتني .. أزهرتني ..أفرحتني .. أبهجتني .. أضاءتني .. وُلِدتُ للتو من جديد .. أسعدك الله كما أسعدتني ..) .

كُلما أَهديتَ من أمامك باقات من الكلمات الزهرية ، والورود الشذية ، والرياحين العطريه ، سيفوحُ لسانك شهداً مُصفى ، وسيبقى في يديك عبير الزهر ، وشذى الورد ، ونسيم العِطر ، وكما رَسَمَتَ بيديك تقاسيم الفرحة على من سمع رونق كلماتك ، سيرزقك المولى مَنْ يُسعدك بكلماته ، فيجعلك تنتشي فرحاً غامراً .

أَسْعِدْ من أمامك بأجمل حرف ، وأبْهَجِ كلمه ، وأروعِ عباره ، فالكلمه الطيبه صدقه ، ومجموع كلماتٍ طيبه تعني صدقات وصدقات في كفة حسناتك ، فالله تعالى رغَّب في اختيار رونق الكلمة ، وجمال العبارة : ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) سورة الإسراء آيه ٥٣ . 

تَعَوَّد ألا ينطق لسانك إلا الكلام الطيب الجميل المُؤنِس ، فالنفس تعتاد على ما عودتها ، فمن اعتاد على أن يُطيب لسانه بألفاظٍ من اللؤلؤ والمرجان ، ستقوده كلماته الجميلة إلى محبة الناس أجمعين ، ومحبة خالقه ، ومحبة أهل السماء  .

ومن جاءتك منه كلمات مُؤذيه ، فهذا يُمثل ذاته ، ويمثل تربيته ، فدعه يتأذى بقبيح كلماته ، ولا تُباريه كلمه بكلمه ؛ حتى لا تكون أنت وهو في الكفة سواء .

قابِلْ إساءة من أساء إليك بكلمة طيبه ، وكأنك تُهديه قول المولى عز وجل : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) سورة فصلت آيه ٣٤ .

وبعدْ ، لو أزْهَرْتَ لسانك ببساتين الكلام الطيب ، وسقيته من ينابيع القرآن والسنه ، ستكون قدوه صالحه لمن أمامك ، وسيسعد مجتمعك بك ؛ لأنك نشرت أطايب الكلام ، وأدخلت السرور على كل مسلم وفي الحديث : ( أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ) حسنه الألباني . 

                                ✍️سلمى الحربي

....