لكل إنسان في الحياة قاموس يحوي أبجديات تحكي أفعاله ، وأقواله ، وتصرفاته تجاه نفسه ، أو تجاه الآخرين .
وإذا كان لك قاموس خاص في حياتك ، وترى أنَّ هذا القاموس صائب ١٠٠% فأنت مخطئ ، فمن الناس السهل الهين اللين المرن ، الذي يألف ويُؤلَف ، فهذا لا غبار عليه في تعامله مع غيره ، أما ذوو المزاج المتقلب ، أو العُتاه الجبابره ، فهؤلاء قاموس حياتهم يحتاج إلى إعادة ضبط ، وتصحيح أبجدياته ! .
إحذف من قاموس حياتك ، يا من تتلذذ بأذية الآخرين هذا التصرف المشين ، فهل يسرك أن ترى من آذيته يتألم بسببك ! ، أو يُقاسي مرارة قسوتك ! ، وأنت تنام قرير العين ، وكأنَّ شيئاً لم يكن !! .
وأنت يا سَيدي ، يا من تجلس على كرسي دوار ، ومكتب يليق بهيبتك ، ومنصبك المرموق ، ألا تخجل من نفسك ! ، وأنت تظلم موظفيك ! ، وتبخس حقوقهم ! ، وترهقهم بأعمال مضنيه فوق طاقتهم !! ..
من فضلك ، احذف من قاموس حياتك هذا التصرف الذي لا يليق بمعاليك ، واستبدله بالرحمه ، والرفق ، ومحاسن الأخلاق .
وكذا الغضوب سريع الإشتعال ، إلى متى وأنت تحرق من أمامك بنيران غضبك ، ولسانك يتطاير بألفاظ لا تليق بمُسلمٍ أن ينطق بها ؟؟ .
أما آن الأوان أن تفتح قاموس حياتك ، وتحذف منه صفة الغضب ، وتروض نفسك على الحِلم ، وكظم الغيظ ؟!!
أمَّا ذاك الذي لا يعرف من دنياه سوى سوء الظن ولا شيء غيره ، حتى دمَّر نفسه بالشكوك ، وأرهق تفكيره : ( فلان يقصد كذا ، وغاب لأجل كذا ، وقال لينتقص من مقداري .. وفعل لأنه ، ولأنه .. ! ) أحسن الظن بالناس يا هذا ، واحذف هذه الصفه الذميمة من حياتك ؛ حتى ترح نفسك ، وترح الآخرين من ظنون لعب فيها الشيطان بعقلك ! .
وإذا كنت جاهز للطلب في أي وقت وتحت أي ظرف ، وأبوابك مفتوحه للجميع على حساب وقتك وصحتك ، فقد حان الوقت الآن أن تتشجع وتحذف من قاموسك : ( حاضر .. أبشر .. من عيوني ) احذفها في الوقت الذي يتعذر عليك أن تقولها ، وقلها بأدب : ( وقتي لا يسمح الآن .. اعتذر يا رفيقي .. لا أستطيع .. ظروفي لا تسمح الآن ) .
كل خصلة ذميمة ، وكل تصرف لا يليق ، احذفه من قاموسك ، وافتح ذاك القاموس الذي حوى محاسن الصفات ، وخمائل السجايا ، ومحاسن الأعمال ، وجلائل الأقوال ، افتحه لينير دربك ، ويضيئ حياتك ، ويرتفي بك إلى عالم الفضائل ، إنه القرآن العظيم : ( كتابٌ أُحكمتْ آياته ثم فُصلتْ من لدنْ حكيمٍ خبير ) سورة هود آيه ١ .
✍️ سلمى الحربي
....