المدح له وقعٌ على النفس جميل ، فالكل يفرح ويسعد حينما يمدحه الآخرون ، ويتألم حينما يذمه الآخرون .
فإذا مدحك هذا أو هذان أو هؤلاء وسُررتَ غاية السرور ، فبإمكانك أن تعيد مسرتك بنفسك حينما تُخاطب نفسك خِطاب المحب لذاته بلا غرور ولا تعالي ، فأول ما تستيقظ من نومك حَدّث نفسك واهمس في أذنها بأنك اليوم بإذن الله مُوفق ، ودربُك أخضر ، وأمورك ميسره ، وحوائجك مقضيه .
وفي أول نظره لك في المرآه ابتسم ، وامدح جمال عينيك ، وصفاء بشرتك ، ولون شعرك ، وذوقك الرائع بإختيار ملابسك .
وإذا حدث وواجهتك صعوبات في حياتك فاستعن بالله ، وطبطب على نفسك ، وخاطبها بأن أمورك ميسره بإذن الله ، وكل الخلائق يتعرض لمعضلات في حياتهم فلست وحدك ، بل كلهم مثلك حدثت لهم مطبات في حياتهم وتسهلت أمورهم وكأنها لم تكن ، ثم بعد ذلك هاتف نفسك : ( يا نفس ثقي بالله فهو معك دوماً ، وتوجهي لمولاك بدعاء ، وصلاة ، واستغفار ، وتسبيح ؛ لتنالي سعادة الدنيا ورضا ربك ) وما هي إلا دقايق وسيبدلك المولى فرحاً ومسرات ؛ لأن الإلتجاء لله تأتي بعده البشائر الجميلة والمفاجآت الرائعه .
في كل إنسان صفات خُلُقيه رائعه ، وصفات خَلْقيه جميله ، فامدح نفسك بهذه الصفات ليس أمام الناس تعالياً وغروراً ، وإنما بينك وبين نفسك ؛ حتى تشكر الله على أن وهبك نعماً كثييره تجعلك تهتف بقلبك ولسانك : ( شكراً يا الله على جليل نعمائك ، وجميل عطاياك ) .
عود نفسك أن تمدح هذا الجمال الداخلي ، والجمال الخارجي ، وجمال المواهب لديك بلغة إيجابية ؛ حتى تكون واثقاً من نفسك لا تهزك عاصفة ولا تبالٍ بذم فلان لك ولا انتقاصه لشخصك .
وكلما كنت مع الله كان الله معك ، يمدك بقوته وعونه ومزيد نعمه .. فمن وكَّل أمره لله عاش حياة السعداء ؛ لأن الله مع الذين اتقوا أينما كانوا وحيثما حلوا ، وحينما تمدح نفسك تنسب ما وهبه الله لك لمسدي النعم ، فتشكره وتستشعر حينها معنى : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) .
✍️ سلمى الحربي
...