تقول الأم ، عن إذنكم : ( سأقوم الآن ، وأذاكر لأولادي دروسهم ) ..
أولادها أصبحوا أطول منها ، وإلى الآن تذاكر لهم دروسهم !!..
ماذا سيفعلون لو مرضت الأم لا قدر الله ، أو فقدوها ؟!! .
من سيذاكر لهم دروسهم ..؟ .
لو كانوا في الصفوف الثلاث الأولى من المرحلة الإبتدائية فلا بأس بالمذاكره لهم ، أما فوق هذا السن فإلى متى تُشفق عليهم ! ..
ومن المُؤسف أن بعض الأمهات تشرح لولدها أو ابنتها كل الدروس ، وكأنها معلمه ، ولذلك لا يُركز ابنها أو ابنتها مع شرح الأستاذ لأنه يعلم أن أمه بالبيت ستشرح له الدرس .
لا تُعوديهم الإعتماد الكلي عليك ، علميهم الإعتماد على أنفسهم مع الإشراف من بعيد عليهم ! .
قارنوا بين الطفل الياباني والعربي بعمر ٦ سنوات وسترون الفرق الواسع ، وشتان ما بين الثريا والثريا !! .
ومن الطريف أن بعض الأمهات تحل لطفلها ذو الست أو السبع سنوات واجباته المدرسية بخط أقرب للخربشه ؛ لتوهم المعلم أن ابنها هو الذي حل الواجب ؛ ولهذا يعتاد أن أمه تحل له الواجب وتكتب عنه ، فيكبر وهو لا يعرف الكتابة المتقنه ، ولا الإملاء الجيد ، ليس ذلك فحسب بل حتى الأنشطة الطلابية التي تُطلب من الأولاد والبنات تقوم الأم بالواجب وزياده ، وإذا انتهت تكتب تحت النشاط عمل الطالب / فلان بن فلان الفلاني ، ومن قام بالعمل هي وحدها .
بارك الله في الأمهات الحنونات وكثر الله من أمثالهن ، فهن بهذا الفعل يعودن أولادهم على الإتكالية ، فهي التي تشرح له دروسه من جديد ، وتُلقنه ، وتُحفظه ، وتُسمع له ، وتحل واجباته ، وتُبدع له في الأنشطه ؛ لتكتب في نهاية النشاط : ( عمل الطالب فلان بن فلان ) .
المعلمون والمعلمات ينبهوا الأمهات بضرورة اعتماد الطفل على نفسه ، فلا ينبغي أن تحل الواجب عنه أمه الحنونه ، لكن لا حياة لمن تنادي ! ..
كثير من الطلاب والطالبات لما يكبر ليصل المرحلة الإعداديه وما فوقها يتعب في المذاكره ؛ لأنه لا يعرف كيف يذاكر لنفسه ، والسبب أمه لم تعوده من سن مبكره الإعتماد على نفسه ، والإكتفاء بالتوجيه له .
والشيء الثاني ، لماذا تُرهق الأم نفسها بتدريس جميع أولادها صغار وكبار جميع المواد ، ولماذا تطلب لهم مدرس خصوصي يأتي للبيت ليدرسهم أتفه المواد التي لا تحتاج سوى حفظ وترديد وتسميع !..
فِعلاً جيل مُدلل أشرفت عليه أم بلا وعي لينشأ تابع وليس متبوع . !!
✍️ سلمى الحربي
-