رتب حياتك كما تُرتب غرفتك ؛ كي يحلو منظرها ، وتشعر بالراحة والهناء ، فالفوضى الصاخبه ، واللخبطة في المهام ، والمواعيد ستجعل منك إنساناً متوتراً ، فترهق ذاتك وذوات الآخرين ، بالذات إذا كنتَ مسؤولاً ، أو موظفاً ، أو رب أسره !! .
وإذا كنتَ تُعطي مواعيد لغيرك في ساعة ما ، فليس من اللائق أن ينتظرك من وعدته بالساعه والساعتين ، ثم تأتي متأخراً ، فإذا كان الوقت لا يهمك ، فمن أمامك لديه مهام وارتباطات ومسؤوليات ، فلا تهدر وقت غيرك الثمين على حساب فوضى في حياتك ما استطعت أن تُمسك زمامها ! .
الشخص غير المنظم ، وغير المرتب حتى في أموره مع ربه غير مرتب ، فالصلوات الخمس لها مواعيد دقيقه تبدأ بالأذان ليتذكر من سَها ، ولكن الفوضوي يسمع الأذان ، فيرجع لينام بعمق ، ولا يستيقظ إلا وقد فاتته صلاتين إلى ثلاث ، ومع ذلك لا يرتبك ولا يقلق ؛ لأن الصلاة هي آخر اهتمامه !! .
إذا كنتَ مُستمراً في الفوضى ، وعدم الترتيب ، فأحسن الله عزاءك فيما تبقى من عمرك ووقتك !!! .
متى يستيقظ ضميرك ، فتنظر لمن حولك من أهل النظام نظرة إعجاب ، فتحذو حذوهم ؟؟ .
أنتَ تستطيع إذا كان لديك إراده قوية ، وعزيمة صادقه نحو التغيير ، فالقرار بيدك ، لذا هندس أفكارك ، وحدد هدفك ، واعزم على تحقيقه ، ولو دعاك ذلك أن تخوض لجج البحار ، وقمم الجبال ، فصاحبُ الهدف الأسمى حتماً سيصل إلى القمه بنجاح .
اسبح بخيالاتك نحو الأفق ، وحوِّل الخيال إلى واقع ، واستعن بالله تعالى ، ولا تعجز ، فما خاب من ناضل ، وكافح ، وخطط ، وأنجز ..
لا تنتظر أن يأتي أحد ليبرمج لك حياتك ، ويرتب أولوياتك ، فأنت بيدك قادر على أن تمضي قدماً نحو الأمام وليس أحد سواك .
رتب حياتك ، ثم رتبها ، ورتبها ، واجعل لك مذكره في هاتفك تكتب فيها جدول مهامك بالأيام مع منبه يُذكرك ، ولو كانت أشغالك أكثر ، فاستعن بمدير أعمال يعاونك ، ويذكرك بارتباطاتك وما لك وما عليك ، فإذا كان وقتك ذا أهمية بالغه فدوران عقارب الساعه تشير إلى مرماك : ( كن ذا همةٍ عاليه ، طموح ، ناجح ، مميز ، مُنظم ، مُكافح ).
سابق الزمن ، ولا تجعل الزمن يسبقك ، فدقات قلب المرء قائلةٌ له إن الحياة دقائق وثواني .
✍️ سلمى الحربي
-