لا يحب الأطفال إلا حبيب ، ورحيم ، وودود ، فلا تقسُ على طفل أخطأ ، أو عبث ، أو تجاوز ، خُذه بالرفق ، وبلمسة حانية ، ووجهه : ( يا صغيري هذا السلوك غير جيد ! ) ثم وضح له موضع الخطأ بأسلوب لطيف ، ولا تصرخ في وجهه ، أوتضربه ، وتعنفه سواء تعنيف لفظي أو فعلي ، فالطفل كالنبته الغضه الطرية إن سقيتها وشذبت أوراقها أزهرت يانع الثمر .
فكم من أطفالٍ عاشوا مرارة القسوة بين أبوين انعدمت الحياة بينهما ، فيستيقظ صغارهم على الصراخ ، والنقاشات الحاده ، والأصوات العالية !! .
متى يدرك الآباء والأمهات أن الطفل أمانة بين أيديهم ، ومن حقه توفير بيئة آمنه تشعره بالأمن والإطمئنان والإستقرار النفسي ؟ !! .
لا داعٍ - أيها الزوجين- لإستعراض مشاكلكم أمام أولادكم ، فمكان التفاهم ، والنقاشات ليس أمام الأبناء ، وإنما في مكان بعيد عن أعينهم .
وإذا انعدمت الحياة بين الزوجين ، فليكن الطلاق آمن لا يُسبب خسائر عاطفية أليمة لأطفالكم ، فإذا كانت حضانة الأطفال مع أمهم ولم تتزوج ، فمن حق الأطفال أن يروا والدهم ، ومن الواجب عليه معاملتهم برقي ، والحنو عليهم ، والإغداق عليهم بالمال ؛ حتى لا يكونوا عبء على غيرهم ، وليس من حق الأب معاملة اطفاله بقسوة ، وفضاضة ، وعنف ؛ لينتقم من أمهم ؛ ويكيل لها الصاع صاعين ! .
كما أن الأولى والأجدر إذا كان أطفال المطلقة صغار ، وبحاجة لرعايتها ، فلا تختار الزواج ؛ لتزج بهم بين أنياب زوجة أب لا ترحمهم ، فتزيدهم هماً على هم ، فيعيشوا مرارة اليتم قبل أوانها !..
كم من مطلقه لازالت صغيرة ، ومع ذلك رفضت الزواج ؛ لترعى أولادها وتنشأهم تنشئة سوية بعيده عن الصخب ، وما ذلك إلا لأنها عرفت أن الأطفال في حضن أمهم نعيم يغنيها عن أي زواج يبعدها عن أغلى ما تملك .
✍️ سلمى الحربي
-