الواثق بالله لا ينكسر لأن شعاره : ( إن الله معنا ) .
قوِ عزيمتك بالله ، وارفع رأسك عالي الهمه ، مرفوع الجبين ، فمعك القوي الذي لا يَخذُل ، والناصر الذي لا يَقهَر ، والهادي الذي لا يَضِل .
لا تنكسِر ، وفي يدك دعاء ، وقرآن ، وصدقه تقويك وتشد من أزرك أمام عواصف الحياة ..
تأمل حال نبيك محمد ﷺ عندما تآمر كفار قريش على قتله فكان غار ثور مختبأ له ولصاحبه أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، ولما سمع أبو بكر الصديق رضي الله عنه جلجلة فرس سراقة وصهيله يقترب منهم بغار ثور خاف وارتاع ، فهَدَّأ من روعه نبي الرحمه ﷺ قائلاً : ( لا تحزن ، إن الله معنا ) فكان النصر المؤزر بأن غاصت قدم فرس أبا سراقة في الأرض ، فصرفه الله عنهم بصدق توكلهم على الله تعالى .
الله قوي ، وقادر ، وناصر ، ومُؤيد ، ومن يُعلق آماله ببشر لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعا فهو مسكين يستحق الشفقه والرحمة !! .
ارفع رأسك ، فالله أكرمك ، وفضلك على سائر المخلوقات ، ورزقك من الطيبات تشريفاً وتعزيزاً لقدرك ومكانتك ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) سورة الإسراء آية ٧٠ .
يناديك سبحانه وهو الذي يبسط إليك يده بالليل والنهار ، بل ويفتح لك أبواب الغفران ، ويبدل سيئاتك حسنات بتوبة صادقه لله رب العالمين .
كُلما وثَّقتَ صلتك بالله أفاض عليك من رحماته وجوده وكرمه عطاءاً مدرارا على قدر توكلك وانطراحك بين يديه سبحانه وتعالى .
الكريم لا يَرُد كفاً تائباً ، ولا دعاءً خالصاً ، فالمُحسِن يُحسِن لمن حَسُن عمله ، ويُضاعف الأجر لعباده جزاءً وِفاقا .
لذلك ارفع هامتك عاليه ؛ لأنك قوي بالله وبشرعه المطهر الكامل الشامل العالمي ، والذي فيه الخير والفلاح إن أنتَ اتبعتَ نهجه وأطعت نبيه محمد ﷺ .
✍️سلمى الحربي