غَير نفسك أولاً



حياة مُمله ، وروتين قاتل !!! .

 هل وصلتَ إلى هذه المرحله ؟ مرحله الملل من كل ما حولك ، من زوجتك .. وظيفتك .. علاقتك بأصدقائك .. علاقتك بنفسك .. حياتك بأكملها ؟!!! .

ليس الأمر ببالغ الصعوبة ، بل الحل من أسهل ما يكون ، ببساطة مارس التغيير .. التجديد .. التنويع .. الإبتكار .

لا تنتظر عصا سحريه تغيرك ، فالكون مشغول بنفسه ، قرر من الآن أن تتغير نحو الأفضل وتحرك ..اعمل .. ابذل ..فكر ..خطط ..طور .

 غير طريقة تفكيرك التي لا ترى إلا الأشواك ، فكل من حولك تأذوا من سُم تفكيرك السلبي ، وكأن الدنيا ما حوت إلا لوناً أسوداً .

استبدل طوفان الأفكار السلبية بإيجابية ومارس الإمتنان بتعداد كل نعمة ارتويت من فيضها ، وعِش جو الفَرح بما آتاك الله ، واستمتع به ، واشكر المولى عليه : ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ) سورة ابراهيم آيه ٧ .

لا تقف عند مرحلة معينه ، وتُلقي باللوم على غيرك أنهم السبب فيما وصلتَ إليه ، فبدل أن تشير بأصابع الإتهام لغيرك انظر لنفسك : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) سورة الرعد آية ١١ .

غير نفسك بدءاً من طريقة تفكيرك ، غيرها من التحجر إلى المرونه ، ومن التشاؤم إلى التفاؤل ، ومن توقع الأسوأ إلى توقع الأفضل .

غَذِ عقلك بثقافه تزيده وعياً ، وترقى به إلى عالم الفضائل ، وغذِ بدنك بأكل صحي يعتمد على التنويع والتجديد .

مارس الرياضه ونوع من مشي،  إلى رياضة اليوقا ، ورفع الأثقال .

غادر وطنك وسافر لبلد غير تلك الدوله التي حفظتَ شوارعها ، وضواحيها ، ولغة أهلها .

تعلم لغة جديده ، وحرفه جديده ، ومهارة جديده ، وهوايه جديدة تُنعش حياتك ، وتفتح لك آفاق مشرقه  .

نوع في ثقافتك من مقروء لمسموع لمرئي .. بدِّل أثاث منزلك ، أو غيِّر أماكنه .. نوع في ملبسك ، وعطرك ، وهندامك الخارجي ..

لا بأس أن تتعثر أو تسقط فلا تيأس ، حاول مره وإثنين وثلاثه وانهض من جديد بحماس قوي نحو التغيير .

قرر أن تتغير فعلياً ، وابدأ في التغيير من الآن ، ولا تؤجل ، فالتأجيل أحبولة الشيطان الذي همه الوحيد أن يُحزنك .

أما ترى الكون في تنوع وتجديد ، فليلٌ يعقبه صباح ، وشمس ، وقمر ، ونجوم ، وجبال ، وجداول رقراقه ، ونخيل ، وأعناب ، ومن كل الثمرات ..

لا تقف عند حدٍ معين ، بل سِر بعزيمه يحدوها الشوق ؛ لتحقيق ذلك الهدف ، وأهداف أخرى .

عَوِّد نفسك أن تكون لك مهام يوميه ، وخُطط مستقبليه تسعى حثيثاً إلى بذلٍ وجهدٍ ومثابرةٍ ؛ حتى تصل إلى سلم النجاح ، فتصعد درجاته درجه تلو أخرى ؛ حتى تُلامس يديك الثُريا ، فيتعدى نفعك إلى مُجتمعك ، ومجتمعات أخرى ، ويصل صوتك لأبعد من القارات بفضل عزيمتك وإصرارك لتحقيق نجاحات يتخلد ذكرك فيها مدى الدهر .

من العار أن تمر السنوات تلو السنوات وأنت تقف في نفس مكانك ومكانتك لم يتبدل فيك شيء !!! .

تَغيَّر ، فالفصول الأربعه مُتغيره ، وأحوال الطقس متغيرة ، والمواسم متغيره ، والله سبحانه وتعالى كل يومٍ هو في شأن ، فيرفع ويخفض ، ويعز ويذل ، ويحيي ويميت .

أعد فلترة كيانك ، ما بين تغيير ، إلى تجديد ، إلى إنجاز ، وسترى كيف يتبدل حالك إلى أحسن حال ، فقط قرر أن تتغير ، وسيغذو يومك مُبهجاً ، وحاضرك مُتألقاً ، ومستقبلك مجيداً ، هكذا يكون لحياتك طعم مميز ، ومذاق جذاب .

                                       ✍️ سلمى الحربي

-